لجأ عدد من الدعاة الجدد في الفترة الأخيرة لطريقة جديدة تمكنهم من إلقاء محاضراتهم الدينية ومواعظهم على الانترنت، وذلك بإخفاء محاضراتهم خلف عناوين خادعة في مواقع ومنتديات شهيرة تبث لقطات فيديو تحتوي على مشاهد تعر وجنس ورقص.
ويدخل الداعي إلى هذه المواقع تحت عنوان خادع مثل "لقطات لهيفاء وهبي" أو "حفلات جنسية لفتيات عربيات"، وفقاً لموقع "العربية نت"، وما أن يتم تشغيل الفيديو حتى يظهر الداعية خافياً وجهه وراء صفحة كتاب، وهو يحذر من عاقبة الباحثين عن هذه المتعة ويدعوهم إلى التوبة، ثم يبدأ في إلقاء محاضرته الدينية.
وتقدم هذه المواقع مشاهد مثيرة لرقصات تؤديها فتيات شبه عاريات من دول عربية وحفلات رقص يتشارك فيها شبان وفتيات عرب بالإضافة إلى صور ولقطات لفنانات وراقصات شهيرات مثل هيفاء وهبي ودينا ومروى.
من جهته حرم الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأزهرية السابق اللجوء إلى مثل هذه الطريقة للدعوى إلى كلام الله والتوبة مشيراً إلى أن هذه المواقع أشبه ب"بيوت الدعارة وإن لم تكن كذلك فهي دعوة وتمهيد لها".
وتساءل الشيخ قطب "كيف يدخل داعية بكلام الله ليعظ زبائن هذه الأوكار بدعوى تحذيرهم مما هم فيه ودعوتهم إلى التوبة؟".
وأوضح " لا يجوز خلط العمل الصالح بالإثم... ينبغي أن يستهدف الداعية هؤلاء الذين تحدثهم أنفسهم بالخروج عن المعصية وليس المقيمين عليها".
وتابع الشيخ قطب " من قال إن الواعظ يذهب إلى بيت الدعارة وإلى الخمارة هذا إذا فعله شرطي أو ولي أمر أو محتسب، فلا مانع أما الداعية فهو كالطبيب لابد أن يبقى في مكانه ولا يذهب إلى أماكن الشبهات".
ورفض الشيخ قطب تشبيه ذلك بحضور الرسول منتديات المشركين وأوضح "الشرك غير الجنس، فهو عقيدة وقد أمرنا أن نستضيف المشركين في بيوتنا، وإن أحدا من المشركين استجارك فأجره، لكن ديناً من الأديان أو منهجاً عقلياً لم يقل أبداً باستضافة أهل الفسق ولا بالذهاب إليهم، فالبون شاسع".
هذا ورفض أستاذ علم النفس والاجتماع الدكتور عبد الله العوضي هذه الطريقة بالدعوة بشدة موضحاً أن الصورة التي سيشاهدها الزائر قبل سماع كلمة الداعي سيكون لها أثر أكبر حيث أنها ستبقى " في الذاكرة وقتا أطول ويستدعيها الإنسان من مخيلته وقتما يشاء".
وأضاف العوضي إن هذه المشاهد المثيرة قد تخلق في الشخص حالة من الهيجان النفسي لأنه كان "يسعى إلى ثقافة الصورة، وبالتالي عندما يجد موعظة بدلاً من ذلك فإنه يصاب بتوتر وهنا بدلاً من أن "يكحلها الداعية يعميها".
ورأى العوضي أن لهذه الطريقة خطورة كبيرة على الأطفال والمراهقين "في زمن أصبحت فيه القراءة قليلة والالتصاق بالصورة بشكل أكبر، وهذا يثبت فيهم المعصية أكثر مما ينفرهم منها".
ووصف العوضي من يلجأ إلى هذه الطريقة بأنه شخص " غير سوي ويعاني حرماناً جنسياً فيلجأ إلى الإسقاط الذي يترتب عليه اختلال في الشخصية الإنسانية لدى من يستقبل محاضرته".
أما الزائرين لمثل هذه المواقع فقد اختلفت آراءهم بين مؤيد ومعارض، حيث تعرض المواقع تعليقات الزائرين، فمنهم من أيد الفكرة وأعلن عن توبته ومنهم من عارضها وانتقدها.
بالله عليكم اتحفونا بآرئكم , عذر أقبح من ذنب